ساركوما كابوزي

الأنواع والتصنيف

توجد عدة أشكال سريرية لساركوما كابوزي، ولكل منها خصائص مختلفة من حيث المسار والتوقعات والأسباب. تختلف الأنواع حسب العوامل المسببة وسرعة التطور والفئة السكانية المصابة:

1. الشكل الكلاسيكي: يصيب كبار السن من الرجال من أصل متوسطي أو أوروبي شرقي. يتطور ببطء ويظهر عادة على جلد الأطراف السفلية على شكل بقع أو عقيدات بنفسجية أو بنية. نادرًا ما يصيب الأعضاء الداخلية.

2. الشكل المتوطن (الإفريقي): شائع في مناطق وسط وشرق أفريقيا. يمكن أن يصيب البالغين والأطفال، وقد يظهر على الجلد أو في الأعضاء الداخلية. يكون تطوره عدوانيًا في كثير من الحالات، ولا يرتبط دائمًا بفيروس HIV.

3. الشكل المناعي المثبط: يظهر لدى المرضى الذين يتلقون أدوية مثبطة للمناعة بعد زراعة الأعضاء. يؤدي ضعف المناعة إلى تنشيط فيروس HHV-8. قد تتراجع الورم أحيانًا عند تقليل جرعة مثبطات المناعة.

4. الشكل الوبائي (المرتبط بـ HIV): أكثر أشكال ساركوما كابوزي شيوعًا في سياق الإصابة بفيروس HIV. يتميز بظهور آفات جلدية ومخاطية متعددة، وتطور سريع، وغالبًا ما يصيب الأعضاء الداخلية.

اختيار طريقة العلاج يعتمد على نوع المرض، لذلك يُعد التصنيف الدقيق أمرًا بالغ الأهمية.

الأسباب وعوامل الخطر

السبب الرئيسي لتطور المرض هو العدوى بفيروس الهربس البشري من النوع الثامن (HHV-8). لكن وجود الفيروس وحده لا يكفي — فضعف جهاز المناعة له دور حاسم في تطور المرض.

أهم عوامل الخطر تشمل:

• نقص المناعة: العامل الأهم، خصوصًا لدى المصابين بفيروس HIV الذين يعانون من انخفاض مستوى خلايا CD4. كما يشمل مرضى زراعة الأعضاء.

• العدوى بـ HHV-8: لا يمكن أن تظهر ساركوما كابوزي بدون وجود الفيروس. ينتقل الفيروس عبر الدم، اللعاب، والعلاقات الجنسية.

• السمات الجغرافية: الفيروس أكثر انتشارًا في وسط وشرق أفريقيا، وبين الرجال من أصل متوسطي.

• الجنس والعمر: يصيب الرجال أكثر من النساء، وخاصة كبار السن.

• وجود أمراض مزمنة أخرى: مثل التهاب الكبد أو السل، والتي يمكن أن تضعف جهاز المناعة أكثر.

يُعد الجمع بين العدوى الفيروسية واختلال المناعة (الوراثي، المكتسب أو الناتج عن الأدوية) ضروريًا لتطور الورم.

الأعراض والعلامات

تختلف الأعراض السريرية حسب شكل المرض، درجة نقص المناعة، ومكان الإصابة. ولكن أبرز العلامات تشمل:

• طفح جلدي: بقع، عقيدات أو لويحات بلون بنفسجي، أحمر أو بني. تظهر غالبًا على الساقين، الوجه، الجذع والأغشية المخاطية. قد تنمو وتندمج وتُحدث تقرحات وتنزف.

• إصابة الأغشية المخاطية: خاصة في الشكل المرتبط بـ HIV، حيث تظهر الآفات في الفم، على اللسان، الحنك أو البلعوم، ما يسبب ألمًا وصعوبة في البلع.

• إصابة الأعضاء الداخلية: ممكنة في الأشكال العدوانية. قد تصيب الرئتين، الجهاز الهضمي أو العقد اللمفاوية، وتسبب سعالًا دمويًا، ضيق تنفس، آلامًا بطنية، إسهالًا أو نزيفًا معويًا.

• الوذمة اللمفية: تورم في الأطراف أو الوجه نتيجة إصابة الأوعية اللمفاوية، خاصة عند وجود آفات جلدية واسعة.

ملاحظة مهمة: في حالات نقص المناعة، قد يتطور المرض بسرعة، مما يجعل التشخيص المبكر والعلاج الفوري أمرًا حيويًا.

تشخيص ساركوما كابوزي

التشخيص الدقيق ضروري لاختيار الخطة العلاجية المناسبة وتقييم التوقعات. تشمل مراحل التشخيص:

• الفحص السريري للجلد والأغشية المخاطية؛

• خزعة من الآفة مع فحص نسيجي ومناعي لتحديد وجود فيروس HHV-8؛

• اختبارات مخبرية (منها المناعة وCD4)؛

فحوصات تصويرية عند الاشتباه في إصابة الأعضاء الداخلية:

• التنظير (المعدة والقولون) للكشف عن آفات بالجهاز الهضمي؛

• التصوير المقطعي أو بالرنين المغناطيسي للصدر والبطن؛

• الأشعة السينية أو التصوير المقطعي للرئتين.

تشخيص المرض بدقة مهم جدًا، خاصة للمرضى المصابين بفيروس HIV أو حالات نقص المناعة الأخرى.

علاج ساركوما كابوزي

يعتمد علاج ساركوما كابوزي على شكل المرض، مدى انتشاره، الحالة المناعية للمريض، ووجود أعراض أو إصابة داخلية. يشمل العلاج خيارات موضعية أو جهازية، وغالبًا يكون متعدد المكونات:

• العلاج المضاد للفيروسات الرجعية (ART): هو الأساس في علاج مرضى HIV. قد يؤدي وحده إلى تراجع آفات ساركوما كابوزي. تحسين المناعة يكبح نشاط الفيروس.

• العلاج الموضعي: مناسب للآفات الجلدية المحدودة. يشمل العلاج الإشعاعي، التجميد، الكي الكهربائي أو الليزر، أو حقن العلاج الكيميائي مباشرة داخل الآفة.

• العلاج الكيميائي الجهازي: يُستخدم في الحالات المنتشرة أو العدوانية، خاصة عند إصابة الأعضاء الداخلية. تُستخدم أحيانًا بروتوكولات مركبة.

• العلاج المناعي: يمكن استخدام الإنترفيرون ألفا لدى المرضى ذوي المناعة المعتدلة، خاصة في المراحل المبكرة.

• العلاج الداعم: يشمل معالجة العدوى الثانوية، السيطرة على الألم والوذمات، وتحسين نوعية الحياة.

عند اختيار العلاج المناسب، يمكن السيطرة على المرض بفعالية، خصوصًا لدى مرضى HIV الذين يخضعون للمراقبة المستمرة.

التوقعات ونسب البقاء

يعتمد التوقع في حالات ساركوما كابوزي على نوع المرض، الحالة العامة للمريض، المناعة، مدى الانتشار وفعالية العلاج:

• الشكل الكلاسيكي يحمل توقعًا جيدًا إذا اقتصر على الجلد؛

• مرضى HIV الذين يتلقون ART قد يحققون شفاءً طويل الأمد؛

• الأشكال العدوانية أو ذات الإصابات الداخلية يكون التوقع فيها أسوأ.

بفضل التقدم الطبي وتوفر ART على نطاق واسع (بما في ذلك في روسيا)، ارتفعت نسب البقاء لخمسة أعوام بشكل كبير.

الوقاية

لا يوجد لقاح خاص، لكن يمكن تقليل خطر الإصابة من خلال:

• التشخيص المبكر والعلاج المنتظم لفيروس HIV؛

• الوقاية من العدوى بفيروس HHV-8، بما في ذلك الحماية أثناء العلاقة الجنسية؛

• مراقبة الحالة المناعية للمرضى المعرضين للخطر؛

• السيطرة على الأمراض المصاحبة وتقليل مثبطات المناعة لدى مرضى الزرع.

منصة العلاج الطبي Marus تساعد في تنظيم علاج ساركوما كابوزي في أبرز المؤسسات الطبية في روسيا. سنساعدكم في اختيار العيادة المتخصصة، وإيجاد طبيب أورام ذو خبرة، وتنظيم جميع مراحل العلاج الطبي مع المتابعة خطوة بخطوة.